مفهوم المقصد السياحي "الوجهة"


مفهوم المقصد السياحي "الوجهة"


السياحة، بحكم تعريفها، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمكان الذي يجذب السائح والذي يقضي فيه بعض الوقت للتمتع بموارده والخدمات المقدمة فيه. فيمكن وصف المقصد السياحي بأنه منطقة تحتوي على جميع أنواع المرافق والخدمات لتلبية جميع احتياجات السائح.

فالمقصد السياحي ليس مجرد منطقة جغرافية تحتوي على مجموعة من الموارد السياحية فحسب، بل هي أيضًا مزيج من البنية التحتية والخدمات التي يتم اختيارها وربطها بطريقة تلبي احتياجات وتوقعات السياح وتجذبهم الى المكان.



المنطقة السياحية قد تتكون من مقاصد مختلفة ، حيث يعكس مفهوم "المنطقة السياحية" إلى حد كبير الجانب الجغرافي الذي يحتوي على موارد متعددة لتنمية السياحة ، إضافة الى توفر البيئة اللازمة لتطوير البنية التحتية السياحية ، اما  مفهوم  المقصد "الوجهة"  فيعكس في المقام الأول الجانب التسويقي ويقدم الوجهة كمنتج تسويقي متكامل جاهز للاستهلاك السياحي ولا تصبح المنطقة ذات الموارد السياحية وجهة الا اذا زارها السياح .
اما  النظام السياحي فيتكون من ثلاث عناصر رئيسية: 1) السائح ؛ 2) الخدمات السياحية او الصناعة السياحية ؛ 3) المكان او المنطقة الجغرافية وتعد منطقة الوجهات السياحية من أهم عناصر النظام السياحي.


وفقًا لتعريف منظمة السياحة العالمية، فإن المقاصد هي أماكن لها حدود مادية وإدارية وتقدم منتج سياحي متكامل يستهلك تحت اسم العلامة التجارية للوجهة.





لكي تكون المنطقة وجهة سياحية، يجب استيفاء الشروط التالية: 


  • يجب أن يكون للمنطقة مزيج من الخصائص الثقافية والمادية والاجتماعية التي تشكل كيانا فريدًا ومتميزا يشكل هوية الوجهة.
  •  يجب أن تتوفر في المنطقة البنية التحتية اللازمة لتنمية السياحة والتي تشمل المكونات التالية:
  1. البنية التحتية العامة: النقل والاتصالات والطاقة وغيرها.  
  2. البنية التحتية السياحية الخاصة وتشمل المسارات داخل المنطقة السياحية وأماكن الإقامة والطعام والترفيه وغيرها.
  3. البنية التحتية المعلوماتية والتي تشمل مراكز المعلومات السياحية ، والمواقع الإلكترونية ، ومراكز الزوار وغيرها مما يؤمن قاعدة معلومات كاملة تلبي الاحتياجات السياحية ويجب أن يكون هناك نظام يسمح للسائح بشراء المنتج السياحي (الوجهة) مثل منظمي الرحلات السياحية.
  • يجب ان يتوفر منتج سياحي شامل يعتمد على مجموعة واسعة من الموارد والمنتجات والخدمات ويجب أن يكون للمنطقة هيئة مسؤولة عن إدارة الوجهة والترويج لها سياحيا.
  • يجب أن يكون السكان المحليون مشاركون حقيقيون في انشاء الوجهة وادارتها ومستفيدون من السياحة في الوجهة التي يشكلون جزءا من منتجها.

  • يجب أن تتوفر الإمكانيات المادية اللازمة لتنمية الموارد السياحية بما يتوافق مع احتياجات السياح و ضرورة الحفاظ على هذه الموارد.

هناك معالم مشتركة للمقاصد السياحية رغم تنوعها وتشمل ما يلي:

  •  المقاصد هي قيم ثقافية

  •  لا يمكن فصلها ، حيث يتم إنتاج المنتج السياحي في نفس المكان الذي يتم فيه استهلاكه ؛

  • يتم استخدامها ليس فقط من قبل السياح ، ولكن أيضًا من قبل أشخاص آخرين مثل السكان.

  •   الوجهات السياحية تتكون من عناصر مختلفة تكمل بعضها البعض.

  •  الوجهة تتميز بوجود موارد سياحية يمكن تنميتها وتقديمها كمنتج سياحي.
  • الوجهة السياحي هي نظام مدار.

  •   سهولة الوصول



 يوسع الجانب التسويقي فكرة الوجهة فهي ليست مجرد منطقة. فلا توجد الوجهات فقط ماديا، وانما ايضا في أذهان السياح الفعليين والمحتملين. الوجهة مفهوم يمكن أن يفسره السياح اعتمادًا على أهدافهم من السفر وخلفيتهم الثقافية وحالتهم الاجتماعية وخبراتهم السابقة. فالوجهة هي خليط من المنتج السياحي الذي يعبر عن مواردها وخدماتها اضافة إلى التوقعات والمشاعر المرتبطة بها



الوجهة كمنتج لا يمثل فقط "المدخلات" (البنية التحتية والمعالم السياحية) ، ولكن أيضًا "المخرجات" (تصور السياح لهذه المعالم ، وعواطفهم ، ومشاعرهم ، وعلاقاتهم). حيث تصبح الوجهة موجودة في أذهان السياح (في شكل ذكريات وأحاسيس داخلية تنتقل إلى العالم الخارجي) حتى بعد أن يغادر السائح بالفعل المنطقة السياحية.

تتشكل الانطباعات لدى السائح من قبل مجموعة من المشاركين المستقلين في السوق ، كل منهم له تأثير مباشر على الجودة الشاملة وتصور السائح للمنتج السياحي فهم يمثلون السوق السياحي مثل (شركات الطيران ، منظمي الرحلات السياحية ، الفنادق ، المطاعم ، مناطق الجذب السياحي ، إلخ) ، الجهات التي تدير الوجهات السياحية (السلطات ، الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، مكاتب المعلومات السياحية إلخ) ، القطاع العام (الطرق ، الرعاية الصحية ، نظام الأمن ، إلخ) ، السكان المحليون ، إلخ.

فمن الواضح أنه من أجل إنشاء منتج متكامل يتم تقديمه للسائح، يجب أن يتم تطوير الوجهة كجزء من استراتيجية واحدة، يجب أن تكون المصالح المختلفة للجهات الفاعلة في سوق السياحة متوازنة قدر الإمكان من أجل زيادة القدرة التنافسية للوجهة.



ومن الواضح أنه من أجل تكوين منتج شامل يطلبه السائح، يجب أن يتم تطوير الوجهة كجزء من استراتيجية واحدة تحقق مصالح جميع الأطراف وتحافظ على الموارد. فالتخطيط والإدارة الفعالة في السياحة مهمان في الوجهة للحفاظ على سلامتها والحفاظ على سماتها الفريدة. كما يجب اعتبار الوجهة كهدف للإدارة. وتنطوي إدارة الوجهة على ربط عناصر متباينة في كثير من الأحيان من أجل تزويد السائح بمنتج شامل وتنافسي.





هناك عدة تصنيفات للمقاصد السياحية منها من يقسمها الى ثلاث أنواع :


النوع الأول هو المدن الكبرى أو العواصم مثل مدينة دمشق والتي تجذب السياح بمقوماتها الثقافية (السياحة التعليمية) ، او لسياحة الاعمال مثل (المؤتمرات ، الندوات ، المعارض)... الخ. فهي مركز تاريخي وإداري وتجاري ترفيهي.

النوع الثاني هو مراكز التنمية الهادفة في القرى والمدن التي يتم فيها الحفاظ على العادات والتقاليد والتراث لجذب السياح ويتم بناء أماكن الإقامة السياحية على مسافة قصيرة من هذه المدن والقرى للحفاظ على طابعها الخاص او المدن ذات الدرجة العالية من الجاذبية بسبب تاريخها وثقافتها وعلمها.

النوع الثالث هو مراكز بنيت خصيصًا للسياح (مثل ديزني لاند). إضافة الى تصنيفات كثيرة أخرى.





تمر الوجهات بنفس المراحل التطورية التي يمر بها المنتج السياحي (حيث يزداد مستوى المبيعات عبر مراحل: التقديم الى السوق ثم النمو ثم النضج فالتراجع) ، فقط عدد السياح يحل محل حجم المبيعات.



طول كل مرحلة متغير، يعتمد على عوامل مثل وتيرة التنمية، ، وسياسة الحكومة، واتجاهات السوق والوجهات المتنافسة - يمكن لكل منهم إبطاء أو تسريع تطور الوجهات في مراحل مختلفة .


تعليقات